فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

كمن يقول مزقني أكثر..

أمين الملحاني

شجن عميق
و فكر مشدوه..
و قلب قاب قوسين أو أدنى من السقوط ..
و مع ذلك في كل لقاء يجمعني بك أعدك أنني سأبتسم..
و أذهب حيث لا يراني أحد..
أواري وجعي جدران الاختباء..
أبدأ بعزف سيمفونيات الوجع..
أبلل خديَّ بالدمع ..
أمسحها..
ثم أظهر لك بوجهٍ مبتسم ..
وأرض بالواقع..
لكن الرضا بالواقع لا يمنع حدوث الاشياء..
ولا يذهب ألمها..

أشعر بوخز ألم شديد..
والغريب أنني أتلذذ بهذا الوخز في صدري ..
نعم أتلذذ به ، وهل للألم لذة ؟؟
أم أنه الجنون؟؟
لا أدري..
ما أعلمه أنني أبتسم له ..
كمن يقول مزقني أكثر ..
ههه..
نعم أنا مجنون..
الجنون ذاته يقول لي ذلك ..
لكن ، هل تلاحظين جمال ما أكتبه ؟؟
أقرئيه قصيدة ..
أو أقرئيه كما يحلو لك ..
فقط لا تنظري له كألم ..
فالأمر مختلف لدينا تماماً
نحن معشر الكتاب لا نخسر حباً أبداً
أن لم نحظى بمن أحببناهم ..
تبقى لنا القصائد ..

نعم نحن مجانين بالفطرة ..
نمعن في الخيال و كأننا نصنع عالمنا بأنفسنا ..
بعيدا عن هذا الواقع الموبوء بالوجع ..
تجدين الواحد منا يبني حلمه ..
قصيدة تلو القصيدة..
وبينما يسكنه الالم..
يبدو مبتسماً.
يلوح بيديه للأحرف..
فتأتيه طائعة..
ليس من مواسٍ لنا غيرها ..
و لا حظ لنا بواقع جميل ..
نعيش سعادتنا هناك ..
في عالمنا الأخر ..
حيث الثمانية و عشرون فاتنة يرقصن على سمفونية البوح ..

سأخبرك بعض شطحات الخيال لدي
أفكر في أنني يوما ما سأتحدث عنك في مقابلة ربما تكون لي على أحدى القنوات الفضائية..
وسألقي القصائد ..
و مع أنني لا أدري هل ستشاهدينني تلك اللحظة ..
لتعلمي أن حبي لك لم يكن أمراً عابرا..
لكنني على ثقة أنك يوما ما قد تبحثين باسمي على يوتيوب و قد تجدين الفيديوهات خاصتك ..
ستسمعين عن ديواني الاول ..
ديواني الذي لم أكتب قصائده بعد ..
وادٍ غير ذي زرع..

أنا مجنون .. نعم ..
أحب جنوني هذا ..
أحبه لدرجة أنني قد أجن ان فارقني ..
لا اقصد بجنوني شخصا..
اقصد بجنوني الجنون ذاته..

ما يثير غرابتي ايضا..
كيف يستمتع الناس بقراءة هذا التخبط ..
كيف تستهوي قلوبهم قراءة الوجع ..
يستمتع الجميع بقراءته وكأنهم هواة شقاء لا سعادة..
ربما يستمتعون بمعايشة وجع يشبه وجعهم ..
ربما!!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *