فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

عاجل: رئيس الوزراء اليمني بن دغر يوجه بصرف مساعدة عاجلة للأديب الكبير محمد القعود.

فضاءات الدهشة- خاص:

قالت مصادر موثوقة ل “فضاءات الدهشة” ان رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر وجه، قبل لحظات، بصرف مساعدة عاجلة للأديب الكبير محمد القعود.

وتجدر الاشارة إلى ان الشاعر اليمني الكبير محمد القعود، كان، قبل ساعتين تقريبا، عرض مكتبته الشخصية للبيع، بعد ان تراكمت ديونه وايجارات الشقة التي يسكن فيها مع أولاده بوسط العاصمة صنعاء

واعترف القعود الذي يشغل رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء بأن معاناته وأسرته لم تعد تطاق بسبب تراكم ديونه وايجارات شقته، منوها ان نحو 8 آلاف كتاب تحتويها مكتبته الشخصية معروضة للبيع مقابل الوفاء بديونه والتزاماته للمؤجر.

وكتب القعود في صفحته على فيس بوك: “الظروف القاسية التي نعيشها في وطننا الحبيب والمكلوم تواصل غرس أنيابها ومخالبها في أجسادنا وأجساد أطفالنا، وبناءً عليه؛ فقد قررت أنا المدعو محمد القعود المصاب بلعنة الثقافة بيع مكتبتي التي تحتوي على  أكثر من ثمانية آلاف كتاب في مختلف مجالات المعرفة والثقافة، 20% منها في مكتبة سكني و80% في مكتبة خاصة بي خارج المسكن”.

ويضيف: “قررت بيع مكتبتي الشخصية لأسدد بعض الديون التي تراكمت علي وفي مقدمة ذلك تسديد إيجار الشقة التي أسكن فيها والتي اصبحتُ مهددا باخراجي منها أنا وأطفالي خلال الأيام القادمة لعدم تسديد ايجارها منذ ما يقارب العام”.

وتابع رئيس أدباء صنعاء (أكبر فروع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين): “للراغبين في الشراء ولمعاينة الكتب والاتفاق يتم التواصل معي عبر الخاص في صفحتي هذه أو الاتصال عبر هاتفي الخلوي”.

ونوه الشاعر والصحافي محمد القعود الى انه لم يتخيل يوما انه سيكتب منشورا كهذا: “مع اعتذاري لنفسي ولأسرتي ولكتبي عن كتابة ونشر هذا الإعلان الموجع الذي لم أكن أتخيل في يوم من الأيام انني سأكتبه وأنشره”.

يشار إلى ان عدد كبير من الأدباء والكتاب اليمنيين في صنعاء وفي عدد من المحافظات اليمنية، سبق أن قاموا في السنوات الثلاث الماضية ببيع مكتباتهم الشخصية لكي يسددوا ايجارات مساكنهم وبعض من ديونهم التي لم تسدد بسبب انقطاع مرتبات الموظفين منذ قرابة عامين، في الوقت الذي اضطر أدباء وكتاب آخرين على الهجرة ومغادرة البلد بحثا عن عمل يمكنهم من توفير لقمة العيش لأطفالهم وأسرهم.

وكان أدباء وكتاب يمنيون تفاعلوا مع اعلان القعود اعتزامه بيع مكتبته الشخصية من أجل أطفاله والبقاء في الشقة المؤجرة لهم، في ظروف الحرب التي تشهدها اليمن منذ ثلاث سنوات، وكتب الأدباء اليمنيون تغريدات مليئة بالحزن، لهذه المآلات التي تترصد أدباء اليمن.

ففي هذا السياق، قال الأديب والكاتب اليمني صالح البيضاني الأمين الاداري لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين انه “لا يوجد أديب من المنتمين لجيل التسعينيات، في اليمن، إلا وهو مدين لمحمد القعود”.

وأضاف البيضاني ل “فضاءات الدهشة”: “نحن مدينون لمحمد القعود بدهشة القراءة الأولى وفرحة النص الأول التي كانت تتسرب أنوار بهجتها من ملحقه الثقافي، وأن يعلن القعود، العاشق للكتاب تأليفا واقتناء اليوم عن عرض مكتبته الزاخرة للبيع، فهذا مؤشر على أن المشهد الثقافي اليمني يشهد انطفاءاته الأخيرة، قبل يسدل الستار على أحلام جيل كامل من الأدباء والكتاب الذين طمحوا دوما لوطن أو حتى شبه وطن يقيهم مرارات الشتات والحرمان، ليجدوا أنفسهم أمام واقع مجنون تتكسر فيه الأقلام وتحرق الدفاتر وتتلاشى أصوات العصافير أمام دوي المدافع الصاخبة”.

وبحسب الأديب والكاتب اليمني بشير زندال: “فأن يبيع الكاتب مكتبته، أمر يعني انه وصل به الوجع كأنه يبيع أولاده”.

وأضاف زندال في حديثه ل ” فضاءات الدهشة”: مؤلم ما وصلنا إليه”. مشيراً إلى انه “في البلدان التي تحترم كتابها، حين يعرض المؤلف قلمه للبيع في مزاد علني، فإنه يتم بيعه بأسعار تدل على قيمة الكاتب لديها، لكن لدينا لو باع المؤلف ملابسه لما التفت اليه أحد”.

أما لطف الإرياني: (مثقف يمني)، فإنه يرى ان بيع الكتاب والأدباء لمكتباتهم الشخصية مقابل توفير لقمة عيش أطفالهم “شيء مؤسف ومحزن بنفس الوقت”، منوها إلى ان شاعر بحجم محمد القعود، الذي أصدر عدد كبير من الكتب والدواوين الشعرية، يعد منارة علمية وثقافية، خدم الوطن بتفانٍ ولا ينبغي التفريط به وبثروته”.

ومن جهته، قال الشاعر ياسين البكالي: “مبدع كبير وكاتب شامخ كمحمد القعود لا يستحق إلا الاحتفاء به، فقد كان وما يزال أيقونة دهشة مكتظة بالأدب والثقافة”، منوها الى ان عشرات الشعراء والأدباء اليمنيين يعيشون وضعا لا يختلف عن الوضع الذي وصل إليه الشاعر محمد القعود.

_____________
* الصورة لمحمد القعود في رحاب مكتبته المنزلية.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *