الرئيسية / نصوص / قمرٌ في متناول الشفاه

قمرٌ في متناول الشفاه

دامي عمر

القمر قبلة ملتهبة
أخطأت الطريق إلى شفاه الحبيب
فعلقت في الهناك
إذا كنت لا تصدق فأنت لا تعرفني
كيف تعرفني
وبيننا قارة من جنون؟!
وأنت مقيم في صروح العقل كالمشدود إلى صخرة
كيف تعرف النهر
وأنت لم تجرب عطش الماء
لا تراه يشربني في كأس مجراه
ويتحول في لحظة شجن إلى دمعة أحبسها كي لا يغرق مرج الخزامى الممتد في دمي
فكر بما يكفي من الفوضى كي تفهم هذا العالم
فكر ان القناص كان يمسك الرصاصة، لكنها اختارت أن تدفن في رأس الشهيد لأنه البقعة الوحيدة المقدسة في هذا العالم النجس..
فكر ان اللصوص الاغنياء هم أكثر السراق فقرا
وأن السياسيين في بلدي يفكرون برأس إبرة
لذا يثقبون أحلام الفقراء
وهي تطير في سماء المدينة
وحين يرفع الناس أكفهم فلكي يمنعوا السماء من السقوط
السماء التي أثقلها غبار الحروب
ستسقط يوما كسقف بيت قديم
لن يصمد ساعتها سوى المتحولون
الذين يزحفون
بينما يقضي الواقفون والمحلقون..
لذا أنا أصنع جزيرة من مجاز
بسماء قريبة
وقمر في متناول الشفاه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...