الآن وقد رحلت

ليلى عطاءالله

 

الآن وقد رحلت
لم أبك كما توقعت قبلا
مضيت إلى غرفة الإستحمام
نزعت جميع الدبابيس عن شعري
وأطلقته من عقال رائحتك
التي تشبه رائحة السواك الحار
مررت صابونا ورديا على شفتي
نزعت آثارك المالحة عليها
سكبت مياه حارة فوق أصابعي
رأيتك تسيل مع الرغوة
كررت الفعل ست مرات
كنت أسكبك وأحترق
في السابعة وأنا أنهي حمامي
صرت نقية كالثلج
تجمعت قطرات على شامتي
تلك التي لم يرها غير الجنوبي
لم أرقها لأنه في ذات اللحظة
كان يناديني
بللت بها منديلي الحريري
الليلة يتنشقها الرملي
وعلى عشبه أريح رأسي
سيقول تعالي
وسأتعالى طاهرة منك
ومن شظاياك
وقد رحلت
تكفيني همسة منه
كي أعود إلى مدينة اليشم الأخضر
ويستيقظ هو كل صباح
كمن نام في قلب جورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى