فُقاعاتٌ أكبرُ.. منْ حُلمي

حسن حصاري

وتنْسلُ كمَا العطرِ
في سُكونِ الليلِ
كزئبقٍ بَهي
من عينِ الدهشةِ والفراغْ.
هي حارسة حدائقِ الحُلمِ
ترصِصُ عيْنا
لاشتهاءِ الآتي
من محارةِ الوقتِ
لشغفِ نشوةِ البحرِ للتمدُدِ
لأقصى شهقةِ موج
يتمردُ على همْسِ
المرافئ البَكماءْ
تُرتقُ بقايا الصمتِ المُنتصبِ
بين التيقُظِ والسهوِ
وكلُ جُزرِ مداراتِ الوقتِ الأبديةِ
العالقة في الخيالْ.
وأنا الوحيدُ الذي
لا زلتُ أنوءُ
بحملِ ناي شهوةِ الأنا
وبِضعَ زفراتِ حُلمٍ
أستسلمُ سريعا
لإغواءِ عِطرِ
غابةِ شجرِ العودِ
وأحملُ غير عابئ على ظهري
جَرةَ الزمنِ الثقيلِ
أركضُ وأركضُ ..
في كلِ اتجاهاتِ العُمرِ
ولا أبالي
أمدُّ يدي عميقا
أستلُ بشراهةٍ
دقائقَ .. ساعاتٍ .. سنواتٍ ..
أبعثرُها .. أنثرُها
ولا أدري بغثة
حين تغدُو فقاعاتٍ
بين يدي
تطيرُ.. وتطيرْ.
تتلاشى
ظِلا لظلي
بينَ عيْني
تتكسرُ الصورةُ
صُورتي ..
وتحزِنني الفُقاعاتُ
بكل بهاءِ اللونٍ
إذْ تطيرُ
بلا أجنحةٍ
تحملُ أسراري
وسرَّ
حَارسةِ حدائقَ حلمٍ
بفُقاعاتٍ أكبرَ
منْ حُلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى