ممشى آخر لحربٍ سعيدة

عبد الوكيل السروري

 

المجاذيب بحقائب عصرية يجيئون
والشعراء يجرّبون أصواتهم
في الممرات
يزدردون ألسِنة المارة
بدون مقابل،
ويتوهون مثل أعقابِ السجائر
صدّقني أيها الجد، يا طفلي الكبير
أنتعلُ الدنيا،
وأنسى شحة الأسماء
أنفضُ التاريخ عن كتفي
كأنني خارجٌ للتو من فرضِ الجهاد
رغم أني قد خسرتُ الحرب
أقرأ ل( أسعد ) سورة ( الناس )،
وحليب الدنمارك
أحكي عن البلح والخبز،
وعن إرثك في عيون إخوتي
هكذا بختي
أكفّنُ الموتى،
وأحسدُهم
ربما أصبح الموتُ خائفًا،
وظلِّي ساحة حربٍ قادمة
لابد أن يعرف الأطفالُ يومًا:
أنني لا أرثُ الموتى،
وحين يصيرون كلاباً
سيواصلون حياتهم كما الأيتام،
وينبحون
،،،
إلى متى سأظلُّ أبتسم للأطفالِ
في الطرقات،
وأمسحُ عن الصبح رذاذ الطين
العالق في زُجاجه الأمامي؟!
إلى متى سأظلُّ أرضعُ أصابعي،
وأغضِبُ أمي!
وحين تصفعُني على وجهي:
أتمتم بشتائم شحّاذ
يقف عند الباب
بيدٍ ممدودةٍ للفراغ
لهذا كُلّه أبكي،
وأحسُّ بلذة الجنس في الإبهام…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى