فضاءات الدهشة:

ضمن مجموع الأعمال الشِّعرية للشاعر المغربي صلاح بوسريف التي كان صدر منها الجزء الأول والجزء الثاني، بالمغرب، عن دار إفريقيا الشرق، صدر الجزء الثالث، من هذه الأعمال، بعَمَّان بالأردن، عن دار فضاءات، في 530 صفحة من القطع المتوسط. ويضم الجزء الثالث، الجزء الأخير من شرفة يتيمة، بعنوان «لا يقين في الغابة»، والعمل الحاصل على جائزة المغرب للكتاب، صنف الشِّعر «رفات جلجامش [كشـ ـ بلـ ـ كا ـ مش] الرجل الذي سيُنْبِت شجرة جديدة».

وتضم الأجزاء الثلاثة من الأعمال الشِّعرية، مجموع الأعمال التي صدرت منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي، إلى سنة 2017، وتناهز 14 عملا شعريا، دون العمل الأخير «ياااا هذا تكلم لأراك»، الصادر عن نفس الدار، سنة 2018. أنجز غلاف الأعمال، الشاعر والفنان الفلسطيني المقيم في الأردن زهير أبوشايب. وسيتم تقديم وتوقيع الكتاب، برواق دار فضاءات بالمعرض الدولي القادم للكتاب بمدينة الدار البيضاء.

ويذهب صلاح بوسريف في محموع أعماله إلى الاشتغال على مفهوم العمل، الذي هو يدخل ضمن ما يُسمِّيه بوسريف، بـ «حداثة الكتابة»، في مقابل «حداثة القصيدة»، وهي كتابة تركز على الشِّعر في توسُّع دواله، التي باتت الصفحة بين هذه الدوال، في توزيعها، وفي مجموع مكوناتها التي يُعْتَبَر الصوت بينها، وليس هو ما يهيمن عليها، خصوصًا أن بوسريف يعتبر القصيدة هي ذات بنية شفاهية، ولا علاقة لها بالمكتوب أو الكتابة. ولعل في قراءة «حامل المرآة» و «شرفة يتيمة» بأجزائه 3، و «رفات جلجامش…»، ما يكشف عن هذا التصور بوضوح، حيث النص يشمل الكتاب كاملًا، ويعطي أهمية للبناء، أو لمعمار العمل الشعري، في تصوره لمفهوم الكتابة.