إيمي سيزير/ المارتنيك
ترجمة: جمال الجلاصي
نموت ميتتَنا في غابات الكافور العملاقة التي تُدلّل جنوحَ السّفن العبثيّ
في البلاد حيث تنمو
النّباتات النّديّة الخانقة
ترعى في فتحات الضّوء المسرنمة
ثمل
إكليل جِدُّ ثمل يمزّق باستعراض بتلاتنا الرّنّانة
في المطر الجرسيّ للدّم الأزرق،
سنموت
بنظرات متصاعدة في الحبّ المنتشي في غرف مفتّتة
دون حديث متراس في جيوبنا، مثل جزيرة تغرق في انفجار أورامها الضّبابيّ ليلاً،
سنموت
بين العناصر الحيّة المنتفخة بسخريّة قصداً
المشجَّرة التي تُبهج فحسب، التي تنطوي فحسب
في قلب صرختنا، التي تلتفّ فحسب بأصوات الأطفال
التي تزحف فحسب
على عرض الرّموش في المسيرة الدّقيقة لكثيرات الأرجل المقدّسة
للدّموع الصّامتة
سنموت ميتةً بيضاء تُزهر عارضتها بالمساجد بالغياب الرّائع حيث عنكبوت الجواهر يسيل لعاب سأمه المتوهّج للخلايا المتشنّجة
في التّحوّل المبهج للنّهاية.
ميتة رائعة من أجل اللّاشيء.
بوّابة تتغذّى من الينابيع الأكثر سرّيّة لشجرة المسافر
تتوسّع على شكل ردف غزال شارد
ميتة رائعة من أجل اللّاشيء
الابتسامات الفارّة من أنشوطة المجاملات
تُسرِّب، دون ثمن، جواهر طفولتها
في ذروة معرض الحسّاسين بمئزر ملاك
في موسم افتتاح صوتي
على المنحدر اللّطيف لصوتي
بصوت عال
لننام.
ميتة رائعة من أجل اللّاشيء
آه! أيّتها الحموضة المفرِغة للفخر الصّبيانيّ
للحنان المكشوف
وها هي على الأبواب المصقولة أكثر من رُكَب الدّعارة –
قصر النّدى – حلمي
حيث أعشق
من جفاف القلوب عديمة الفائدة
(ما عدا المثلّث الأوركيدي الذي ينزف بشدّة مثل صمت الأراضي الواطئة)
يتدفّق
في ظَفر الأبواق الحرّة بلحاء قرمزيّ
قلب غير سلس، يفرّ من الصّوت الشّاسع للهاوية
ومن اضطرابات الموكب الحارقة والمسكرة.
______________
* الصورة لـ”إيمي سيزير”: شاعر وكاتب وسياسي فرنسي من المارتنيك