فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

بجنون من استسلم للسهر

صدام الزيدي

 

في طريقي إلى الواحدة ليلاً
أفتح الواي فاي مجدداً
أكتب ملاحظة1
أجرب ما الذي سيقرأه تلفوني
وأنا أزلزل كل شيء
في الذاكرة: مليون جيجابايت
من مقتنيات 37 سنة
عصفت بي
لكن هذا التلفون الغبي يقول لي:
“ليست هناك عناصر جديدة تم فتحها مؤخراً”
وبجنون من استسلم للسهر
لينام نصف النهار وربع القيامة
أزعم أن كل عبارة هي عنوان بحد ذاته
وأن كل عنوان هو كارثة بحد ذاتها
وأن كل كارثة
هي غيمة استثنائية في الأفق الباهت
وأن كل غيمة لا معنى لها بدون
شيطان الشعر
وأن شيطان الشعر
خرج قبل آدم من الجنة
وأن الجنة هي الوهم في كوابيس صبايا زرق
وأن كل عين زرقاء هي حطام أرشيف
البرّية
وأن البرّية بحد ذاتها
تربصت بي.
لا يمكنني البقاء على أغنية
وكل أغنية هي جرح في ساق آدم..
النصوص الجديدة موّال المستقبل،
العذابات الأكيدة قصيدتي
الزلازل تصدعات قفصي الصدري
كل عنوان بمقدوره أن يكسر العالم
كل عالم هو النقيض لأناملي والشتات.
سبق لي أن جربت الخروج عن النص
فمات في عروقي السديم
وقضي الأمر بلا احمرار في شفق النوتة الرقمية
أكسر كل شيء كان منتظماً
لصالح فقدان شهيتي على أن أواصل الحياة
بفانيلة قطن ممزقة تحت قميصي
وبسرعة حُمُر وحشية تجري في أعماقي
وغابات كثيفة تنفصل عني
لو عدت من قبيل الروتين إلى بدايات هذا النص
لأصابني التوحّد
وانتهى بي المطاف إلى فيس بوك.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *