فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الآخر المختلّ مني

عبدالله السييلي

 

حين تُصيبني لعنة الغرابة  

ينخفضُ يومي بشكلٍ تدريجي 

متفاوتٍ في اللذة  

 سريع المرور

يرتفعُ منسوبُ دماءِ جسدي على الجهة اليسرى منه 

يصبحُ حينها سطحُ جلدي خشناً 

وتصبحُ أطرافي تدور حول محورها 

ــ لمَ يحدثُ ذلك؟

ــ بسببِ التأثيرات الجانبية لقوى جاذبيتها الهائلة 

تحتضني ظواهر الطبيعة المائيةِ جمِيعُها, دفعة واحدة  

في تلّك اللحظة, يتموج جسدي صعوداً ونزولاً  

يحدثُ أن أصاب بظاهرة المدّ والجزرِ معاً 

ولا يتدخلُ حينها لا شمس ولا قمر؛ لأنهما المفعولِ بهما هنا.. 

حين تُصيبني لعنة الغرابة:  

يلتهمُ الليل القمر!

تهجمُ السحب على خيوط الشمس!

تصبحُ النجوم تماثيل شمعٍ خافتة!

 وبلا أجنحة تحلِّق الطيور! 

يصبحُ البحر نهرا

ومنهُ هاربةً, تتقافزُ الأسماك على الشوارع 

حين تُصيبني لعنة الغرابة:  

أكونُ 

محيطا هائجاً من غير ماء 

شجرةً  تثمر بدون أزهار  

سماءً داكنة تملأها سحبُ  الأقدار 

و فوهة بركانٍ لا تنفثُ دُخانا  

تمتلئ الرئتان بهِ , وتحيطُ بهما حرارةٌ من رحم النار 

حين تُصيبني لعنة الغرابة:

أصبحُ كلَّ الشخصيات 

 (العابرُ سرير)

(القبيحَ والوسيم)

(المليارُ عامً من العزلة)

(الذاهبُ مع الريح)

(الحارسُ في حقل الشوفان) 

(المقصلة) 

(الرمزُ المفقود) 

وسلسلة لا تنتهي من (الهاربان) 

إنني أنا:

من ضاع منهُ حق السقوط 

اللغز غير المحلول! 

”  أنا الكل شيء و اللاشيء “! 

حين تُصيبني لعنة الغرابة  

يختلًّ كلُّ شيء بداخلَ ذهني، وخارجه 

وفي بعضِ ساعاتِ اليوم 

أمارس دور المختلِ,  حين تلمسُ أصابعُ يدي القلم 

وتركعُ لي جميع دفاتر شخصياتي و جميعها تتوسل يدي لتكتبَ عن إحداها

أفعلُ كل ذلك وأكثر في اليوم 

حتى لا يختلَّ نظام كوني 

ولا تستمر تلّك اللعنات بالقدوم.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *