فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

ما خُلِقتُ يوماً من ضِلعِ آدمَ

ريتا الحكيم

لا تَسَلْني عن مكانينِ قصيّينِ
أنتَ بينهما تحثّ الخُطى لتقعَ في شرّ الأخطاءِ اللغويّةِ
الأخطاءُ عرجاءٌ، تثرثرُ كنساءِ الحاراتِ العتيقةِ
تضعُ رِجلاً على رِجلٍ
وتُدخّن لفائفَ التّبغِ على العتباتِ
لن أتّهمَكَ باقترافِ الجحودِ والنّكرانِ
لأنّكَ منذُ بدءِ الحكايةِ
لا تلوي على نص ما لم يُكبّلكَ بينَ مقطعينِ
هكذا تهيمُ الكلماتُ على وجهِها
وتسيرُ على غيرِ هدىً
في كلّ سطرٍ، تغرزكَ شوكةً في وردةٍ
ولأنّني لم أبّت بأمركَ بعد لُهاثيَ وراءَ خاتمةٍ تليقُ بنا
سأتركُ للعابرينَ على هوامشِنا حُرّيةَ الحركةِ
إنْ باغتَتْنا الحربُ في مُنتصفِ القلقِ
الشّهقةُ الأخيرةُ تصبحُ لحناً جنائزياً لشِعرٍ يابسٍ
يغمسُ أصابعَهُ المُلتهبةَ في الدّهشةِ
في الحلمِ
في الأملِ
صخبُ الحروفِ الضّالةِ وفوضاها
يقيمانِ للقصيدةِ مأتمَ وداعٍ على مشارفِ المجازِ
ولأنني ما خُلقتُ يوماً من ضلعِ آدمَ
ذبحتُ صمتكَ المُبينَ منَ الوريدِ إلى الوريد

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *