فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

بوست

أبجديات الثقافية التي انطلقت من واتس آب.. أيقونة تفاعلية مضيئة في زمن الحرب

كتب- صدام الزيدي

 

في السابع والعشرين من نيسان/ أبريل 2016، أطلق مجموعة أدباء وكتاب يمنيين شباب بقيادة الكاتب والناشط في الإعلام محمد الشويع، مؤسسة تفاعلية تعنى بالنشاط الثقافي وإشاعة النور في قلب العتمة

كانت الحرب تنزلق بلا هوادة على خارطة للبلاد، وسط حالة من الاقتتال والاشتعال، غير انه بعيداً عن ذلك، قريباً من منصة التواصل الاجتماعي “واتس آب”، انطلقت “مؤسسة أبجديات الثقافية الأدبية”، كتعبير عن رغبة شباب مبدعين أداروا ظهورهم للحرب، ليتطوّعوا لإدارة فعل ثقافي متوهج في محاولة للرقي بمفردة اللحظة، والنأي بها في مأمنٍ خلف كواليس “السوشيال ميديا”.

“أبجديات مؤسسة تفاعلية تعنى بالأدب بكافة فنونه والمجالات المتفرعة منه القديمة والحديثة والمستحدثة وفقًا للمهنية الأكاديمية والإبداعية التي تخلق جوًا من الوعي الثقافي”، يقول محمد الشويع رئيس مؤسسة أبجديات (شاب يمني يعمل في دولة خليجية) لم تثنه مشاغل الغربة عن قيادة عمل ثقافي خدمة لوطنه الأم وإحياء لمشهدية ثقافية أجهزت عليها الحرب، فغيبتها.

على الرغم من مشاغله، هناك؛ إذ يتعهد تقديم دروسا خصوصية لطلاب بعدد أصابع اليد، ينجز محمد الشويع مع ثلة شباب وفتيات فعلا ثقافيا يقوم على الاشتغال المؤسسي، في واحدة من أعقد الوظائف الانسانية، حين تشرق الحياة من دهاليز رقمية، وحين تتطلب إدارة مشاريع ثقافية جهدا مضاعفا بسبب من تواترية مشهدية العمل من منصة في الواتس آب؛ إذ كل شيء لا يمكن له أن يتوقف، بيد ان الإرادة والابداع ينجزان ما عجزت عنه وزارات للثقافة ومؤسسات على الواقع غارقة في الشكليات، سابحة في الفراغ اليومي.

في ثلاثة اتجاهات، تمضي أبجديات الثقافية، آخذةً على عاتقها انجاز دورات تدريبية وورش عمل أدبية ثقافية وبرامج في النقد والتقويم الابداعي، ودروسا للكتاب المبتدئين، ويأتي تصميم وانتاج نصوص وتقاطيع شعرية ونشرها على منصات المؤسسة الالكترونية في هيئة وسائط تقنية، وإصدار كتب وفيديوهات قصيرة تضم أعمال جماعية للأعضاء كمرحلة أولى ونطمح مستقبلا إلى أن ننتج لكل عضو كتابه المستقل، كما سيتم إشهار موقع أبجديات الإلكتروني المستقل، وعلى المدى القريب برنامج تسويق إلكتروني متكامل للمشروع ومن خلاله التسويق لأعضاء محترفين وكذلك من اجتازوا التدريب والتأهيل وأصبحوا مؤهلين للاحتراف”.، حزمة ضوء ينثرها رئيس مؤسسة أبجديات، في سياق حديثه ل “فضاءات الدهشة”.

في ما يتعلق بتزكية الأعضاء الجدد، أكد رئيس أبجديات الثقافية ان أي عضو جديد تطلب منه سيرة ذاتية ومجموعة من أعماله، وبالتالي يتم تحليل قدراته وابداعاته، على انه لن يقبل كعضو إلا بتزكية سبعة أعضاء على الأقل، اثنان من الهيئة الاستشارية (قيادة المؤسسة) وخمسة من الأعضاء الإداريين.

على مدى عامين أنجزت مؤسسة أبجديات التفاعلية على واتس آب، عشرات المشاريع (ورقية، صوتية، مرئية) وتسعى لتأسيس فروع أبجديات في محافظات يمنية ك (صنعاء، تعز، عدن، إب، حجة، حضرموت، الحديدة).

يقول محمد الشويع: “أنجزنا الكثير.. دورات نقدية، مسابقة السجال، مسابقة منارة أبجديات، برنامج جنة يا وطن، مسابقة كاتب أبجديات، ذكرى الشاعر لطفي جعفر أمان، ذكرى محمود درويش، لقاءً أدبيا مع شاعر اليمن الكبير عبدالعزيز المقالح، مبادرة أمي، ذكرى الشاعر الكبير الراحل عبد الله البردوني، يوم اللغة العربية العالمي، يوم الشباب العالمي، الورشة التدريبية الأولى، الورشة التدريبية الثانية، برنامج مختارات، برنامج إقرأ، تسويق إلكتروني لبرامج ونشاطات المؤسسة، تسويق لمنتسبي أبجديات، مبادرات تكريم مبدعين”..

ويضيف: “ننجز، تباعاً، قاعدة بيانات لكل عضو تحوي معلومات كافية عنه يساعدنا ذلك في توظيف مهاراته، كما ان خطة 2018 تضيف فعاليات أكثر وتلقي الضوء على ملامح كثيرة من الابداع اليمني”.

على ان كادرا شبابيا (من الجنسين) بقيادة محمد الشويع المتخصص في الكتابة لقنوات الأطفال والمدرب المعتمد في مجال الايميج” بناء الصورة الذهنية وفي كتابة السيناريو والبرمجة العصبية اللغوية، لم يكن لينجز هذا الفعل الثقافي البعيد عن الأضواء، القريب من متطلبات اللحظة الزمنية، لولا الروح المشرقة التي نذرت نفسها لخدمة الثقافة والابداع، في لحظةٍ من بؤس المشهدية اليمنية، في أتون الحرب، التي عطلت الفعل الثقافي وأغلقت كثير من مؤسسات وكيانات الثقافة والابداع..

بقيادة المبدع الكبير محمد الشويع، ينجز متطوعون ومتطوعات من المبدعين اليمنيين الشباب (محمد الحالمي، عبير سكران، أحمد عفيف النهاري، محمد الزعزعي، أحلام ناجي، سارة السقاف، صفاء الدروبي، علي الصبيحي، عدي حاتم، فردوس الوصابي، صابرين حاتم، هلا السامعي، زينهم محمد، إبراهيم الحكيمي، إيثار الصعفاني، عبدالله مقبل، أحمد النهاري، ناريمان النائب، صلاح القحطاني، فواز الكمال، ريما شكيب، حنان الصغير، تيمور العزاني، عبدالحميد الكمالي، نورالدين التميمي) ما لم تنجزه المؤسسة الثقافية الرسمية، فعلاوة على جروبات المؤسسة التفاعلية المباشرة مع الأعضاء، ثمة: الإدارة التنفيذية، الإدارة الأكاديمية، إدارة الأنشطة والفعاليات الميدانية، الإدارة الاجتماعية، الإدارة الإعلامية، إدارة الأنظمة والعلاقات، إدارة الإعلام الجديد.

في لقاء أدبي مفتوح، نظمته مؤسسة أبجديات الثقافية (أول مؤسسة ثقافية تفاعلية يمنية) مع شاعر اليمن الكبير عبدالعزيز المقالح، تضمن برنامج اللقاء رصدا لأهم ما أنجزته أبجديات (المؤسسة وليدة سنوات الحرب)، وأشاد عبدالعزيز المقالح بمنجز أبجديات وجهود متطوعيها، مشيرا إلى ان ما تقوم به فعل ثقافي لن ينسى على الإطلاق، وتمنى أيضاً أن تتحول أبجديات إلى جامعة مفتوحة.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *