فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

صبية عاشرت وجعها

رودي رياض سليمان

 

صبية عاشرت وجعها
كلما تناثرت الحنطة على الأبواب
لملمتها الرحى التائهات
صفّرت بصوتها البعيد
و صدى القلب
هنا الغرفة الفارغة تموء دون جدوى
لتلفت انتباه الشعور
صبية عاشرت فقدها
كلما تذكرت زيتونة حُفرت في ذقن جدتها
وجدائل كثيرة حمراء تصفّر للريح أنيناً
صبية في العقد الثالث
تودّع ماتقدم لها وماتأخر برفق
قبل الأوان وبعد الأوان
ترسم على جباه الجبال حبيباً تائهاً يشبهها
وتكتب له اسمه عنواناً
صبية صاغرة الفاه
بسيقانٍ نحيلة تكفي لتحمل ماتقدّم لها من هوان
وصرةٍ حمراء خفيفة تخبأ فيها
نصف قلبٍ وخاتماً قديماً وأصابع عتيقة
صبيةٌ عاشرت كل الحياة
وصارتْ كل الحياة
وبصقتها بكل غرورٍ تلك الحياة
وبنكرانٍ ناقم
وبصوتٍ ناعم
وبكل الحزن الموجود
وضعفٍ حانق
عجنتْ نفسها ونصفُ قلبها بأصابعها العتيقة
لترسم نفسها تمثالاً جديداً
علّها تزهر حياة أخرى في سماءٍ أخرى

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *