فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

يَحكي عن الأنهار التي لا يعرفها

نداء يونس

 

يَحكي عن الانهار التي لا يعرفها،
مذ قال وانا اتدفق.

مرة أخرى،
نبتت وردة صفراء في يدي التي سقطت في التراب.

يحكي عن زمن وثني لامرأة ترتدي الشادور،
عن رقصات المناجل في جدائل القمح والسكر
عن العطر على اقدام الايائل،
هو لا يعرف انها تحت نقابها تشتعل.

المرأة التي كتبت على الرقيم اسمها
خانها الزمن فقط،
انت؛ فقط لتقول اسمها،
انت فقط لتقوله.

لا يد للمرأة ولا صوت،
لكنها تلقنك الشعر فخذه بقوة،
ها؛ واكتب صوتها.

لا اجد ما اقوله،
كل هذا الكلام محاولة مجردة لانطق كلمة صغيرة تبدأ بحرف (د)،
محاولة سوريالية لارسم على الفراغ الذي بين جسدينا لوحة واحدة لا تكتمل.

الراقص الوحيد يدرك انه يعلو
لكنه لا يعرف متى يرتطم.

لم اصدق الخرائط الا حين تقلبها
جنوبا جنوبا يصير للقلب كعبة
يصير الجسد منصة اعتراف
ويحشر الله يده في فم الوقت ليسكت.

يدك قط اسمر يجرب ان يلعب في بركة الصوف التي على جسدي،
يمكننا ان نتفق على مديح لون عينيك لاحقا.

تقف مثل ابرة على رأسها، نداء،
من يقنعهم ان عينها الوحيدة لن تنفع لحبال المراسي الغليظة.

تصعد مثل الدخان في فضاء اعمى،
هل تجد نفسها في طريق أعلى.

كتب
قرأ
مسد الجسد بالزيت
اخفى الحناء بالايات
ماذا يفعل عاشق على ارارات
ماذا يترك عاشق في قاع السفينة.

عرفتْ انه طين حين بدأتَ به،
عرفتْ انه ينكسر حين تركتَه،
لماذا رسمت كل هذه اللوحات على جسد ميت،
لماذا كتبت الكلمات على فم الجرة.

ذهب الليل الى الحجرة،
الشمعة تنام مطمئنة في سريرها
فهي تقوم بوظيفتها كما يجب.

فرشاة واحدة لا تنفع لكل هذه الالوان،
قماشة واحدة تدرك ان ما يحدث سيتركها في المخزن الخلفي للحياة،
هات مطرا يا الله،
هات ماء
هات يدك الخضراء كي تكف هذا الخراب عني.

شجرة واحدة تكشف عورة الصحراء،
غيمة واحدة تكشف عورة الرحمات،
هات عاصفة يا الله كي توحد هذا الخراب.

ماذا اخذ الحب منك؟ لا شيء
لأنه لم يذهب.

——————-
*من “أشياء تحدث دائمًا”..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *