فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

مقاطع

مها عبد الرحيم/ اليمن

 

حين يفزعني ضباب الحيرة
أعرف حينها أن عليّ إغماض عينيّ قلقي
لأتحسس الإشارات حولي
فهي تومض كفراشات ضوء صغيرة
لن أراها وأنا غارقة في بريق الوهم
لن تقترب مني وأنا ثائرة برياح الغضب
ولن تحط بقرب أحلامي المتلفتة ذعرًا
حين يبتلعني ظلام مخيف كهذا
أعرف أن ما من ضوء سينقذني
غير ذلك النابع من سكينة قلبي.
**

أبتسم أمام كذبات
استظلّ صاحبها بها
لتقيه قيظ حقيقة ينكرها
ارتداها عاجزٌ
ليبدو أجمل في عيون تدعي الكمال
اختبأ خلفها هاربٌ
من جيش اتهامات تستلذ سوء النية.
لكني لن أفهم يومًا شخصًا
يكذب في الحب ليغذي جوع غرائزه
يقبّل بحديثه أقدامًا منتنة بالظلم
يصفق لسياسي بنى مجده بالدماء
يبتسم في وجه لص يحمل سيف السُّلطة
تلك ليست كذبات
بل أدوات جريمة تغذي قبح العالم.
**

سئمت كوني أحمل روحًا مشتعلة
يدوس عليها الواقع مرارًا
كعقب سيجارة عنيد
سئمت دموعي المخنوقة بملح الخيبات
كمجنون يسخر من وجعه بالضحك
سئمت حتى عجزي عن التوقف
كجمل يدور في ساقية
أغمض عيني غضبي عمدًا
وأتناول الصبر بانتظار ما لن يأتي.
**

تضيق هذه المدينة كل يوم
تضيق حتى بالمطر
بصراع البقاء
بانتزاع لقمة العيش من الأيام الشرسة
بزخم الشعارات المتضادة
وبأوجاع أهلها الخانقة
بالفقد اللامبرر
بالذكريات المزدحمة في شوارعها
برائحة الخوف والجشع
وحتى بأهلها وهم يخشون أن تموت فيهم
قبل أن يموتوا فيها.
**

إنه حب… حب خالص
ذاك الذي ترتق كلمة منه
روحًا مزقتها المسافات.
**

وأبشع الابتسامات تلك التي نخيط بها أوجاعنا.
**

دبق هو الحزن
يلتصق بخطواتي
فيصيبها بالشلل.
**

في الحب
الكلمات تشبه الرصاص
واحدة خاطئة تسفك دم الروح
وأخرى في مكانها تحيي قلبًا سئم ذبوله
وحتى عبارة وداع شجاعة
تغدو رصاصات رحمة واجبة
أما الصمت فأشد وجعًا
لأنه يعري جسد الحب لسياط الظنون.
**

مضغت الحزن كثيرًا
حتى تساقطت أسنان صبري
عاكست الريح كثيرًا
حتى تكسرت أغصان أملي
وخفت.. خفت كثيرًا
حتى فقد الخوف شراسته في التهامي
وحينها فقط نجوت.
**

مصابة بكل جراح الخيبة
أحمل وعورة الطريق
مرارة الفشل.. إصابات الفقد
وحتى طعنات الخذلان
ها أنا وجهًا لوجه أمام ما تمنيته
فلم لا يحمل أي ملامح فرح تخيلتها.
**

هلا ناولتني قلبي؟
أحتاجه لأستطيع الرحيل
وبالمقابل لن أعطيك شيئًا
فقلبك لم يكن يومًا معي.
**

هذه المدينة تجيد الترحيب بي
تعيد إنارة قلبي بالفرح
تسلحني بالأمل رغم جراح الحرب الرطبة
تروض وحشتها بالأصدقاء
و تظللنني من حرها بالذكريات
وحتى قسوتها تربت بها عليّ لأنجو.

 

*اللوحة للفنان التشكيلي اليمني حكيم العاقل

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *