قبرٌ يليق بمقاسي هذا
طه العزعزي/ اليمن
غداً سأنتظرني طويلاً أمام هذا الباب
أخرج مسرعاً
أنيقاً بقبعة كافكا
وشرابة سيد قطب
وربما مرتدياً سروال هتلر السافل
سأحاول أن أكون مسرعاً
وأن أصل أول الصف
كي أختار لي قبراً بمقاس جسمي هذا
قبل أن تنفذ كمية القبور المجانية
في المقبرة المجاورة لنا
سأترك عالم السافلين
وسأحمل دموعي معي في حقائب من مناديل بيضاء
هذه الدموع وحدها لم تخني
تنام معي ليلا
وتستيقظ في عيني صباحاً
ولأسباب رياضية أخرى أحبها
لن أتركها تتشرد في القمامة
سأحملها معي في القبر
وفي القرب مني وأنا في ذات القبر
سأحدث أصدقائي الجدد عنها
سأحدث ذوي الحضارات القديمة عنها
وسأحدث المشردون وكذلك السفلة
عن أول دمعة أطلقتها فكان الجواب
منديل لا يعرف كيف ينام هادئاً
****
هؤلاء الذين يصادف أن أجدهم
سأحدثهم عن أشيائي
الأفكار اللبانية التي يلوكها أكثر من شاعر
القمصان التي تكبرني عمراً
القمامة التي تحالف معها قلبي لأول رحمة
سأحدثهم عن لغتي الجديدة
وسأعطيهم بعضاً من أفكاري الجديدة
في الحب وعن الله الكبير
وسأخبرهم عن يدي التي ارتفعت عاليًا
كي تعاقب أنفي سبعين ضربة
والسبب أنه دائمًا يدس عظمة أنفه فيما لا يعنيه
سأحدثهم عن بولي الغزير على الكراسي
وشتائمي مع الجدران
وعن الجغرافية الوسيمة
التي تمارس الجنس
مع أكثر من جندي يحمل سلاحه طوال اليوم
سأحدثهم عن عالم يركل الفقراء جانبًا
هؤلاء السافلين الذين يمشون على الأرض
بجماجمهم الصلدة
يضحك منهم الرمل
بالرغم من أنه لا يستطيع
أن يقف تمامًا مثلهم على قدمين.
****
غدًا سأركل هذا العالم
سأركله كما لو كنت جنديًا
لم يقتنع بأسباب الحرب
وراح يطلق آخر رصاص بندقيته على رأسه
وسأصيح كطفل أمام الجميع
واأمتاه
سأحرق دمعة في موقد منديل صامت
ووحدها رجلي اليسرى من سأرسلها
كي تودع أشيائي الهزيلة:
المقاهي
الشوارع الخالية من الشخابيط
الهستيريون في قلب العاصمة الجديدة
أصدقائي الشياطين
والكلاب التي تغازل القطط الجميلة
على طريقتها (اللعبية)
سأستعجلني إذًا
كي أذهب عالمي الجديد
ولا وقت لأن أنتصر لنفسي
وأجرب حذائي على رأس كل سافلٍ
لكني وعلى طريقتي المحببة
سأقول لكل هؤلاء السفلة
الذين لهم أخلاق الديدان في الأكل والحفر
وأخلاق الغراب في النبش والتبول
وداعاً.