فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

“الصوت المخنوق” لعبد المجيد خلف: الأرواح التي غادرت الشرق

فضاءات الدهشة-

 

صدرت حديثاً عن دار الزمان للنشر رواية “الصوت المخنوق” للروائي والناقد الكردي السوري “عبد المجيد محمد خلف” في 192 صفحة من القطع الوسط، وهي الرواية الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي، (الدورة 14).

لحديث الذكريات طعم آخر، لون آخر، وألم آخر، هو حديث الأرواح التي غادرت الشرق لتكتوي بنار البعد، وتحاول عبثاً أن تتداوى من تلك النار، لأنها كلما حاولت أن تفعل ذلك تذهب محاولاتها أدراج الرياح، فلا الشكوى تفيد، ولا التذمر، وحده الصوت يحاول أن يرتفع فوق قمم تلك الجبال التي تحيط بها، فترده بخيبة أمل، وتخنقه، هو صوت أولئك المسافرين الذين قطعوا دروب الحياة بحثاً عن حلم ضائع، أمل ضائع، ليجدوا فردوسهم المفقود وهماً، ويقفوا على كل تلك الدروب، التي فتحت صدرها، وقلبها لهم ذات يوم؛ فيمضوا في تلك الدروب غير المنجزة، محاولين النأي بأنفسهم من نار أحرقت قلوبهم، وسياط لسعت أجسادهم، ونالت منها الكثير، لينقلوا لنا تجاربهم مع المهرّبين الذي جاسوا بهم الطرقات الموحشة، وقادوهم إلى الغابات، البحار، الدول، في رحلة كان الليل واقفاً على المشهد بأمّ عينيه، لا شيء سوى الليل، لا شيء سوى دروب تأكل الواحد بعد الآخر، ليصل القطيع الباقي إلى الغرب منهك القوى، ولتبدأ سياط الغربة تأكل مما تبقى لهم من لحظات عمر سيقضونها هناك؛ حيث لا وجوه تشبه الوجوه التي كانت هناك في وطنهم، ولا السماء تشبه تلك السماء، كل شيء متغيّر، كل شيء ينذر بالقلق، الألم، الحزن، الحنين، ليرتفع الصوت مرة أخرى من أبطال هذه الرواية طلباً للعودة، ولملمة الذكريات بين جنبات المكان كله، للتخلص من حديث الغربة. وألمها.

 

* مقطع من الرواية:

“تحرّك بنا القارب فترة من الزمن حتى وصلنا إلى قبالة ساحل كبير، أمَرَنا الدليل بالتوقف والنـزول دون إثارة ضجة أو حركة، كيف لا نثير حركة وضجة وهؤلاء الأطفال الذين نحملهم معنا والمرضى ونوبة الزّكام التي أصيب بها أغلبنا من البرد الشديد؟! ولكنّ المفاجأة لم تكن هنا بل في مكان توقفنا، فالتوقف لم يتم عند الساحل مباشرة بل قبل الساحل بمسافة جيدة، أوقفنا الدليل وأمرنا بالنـزول، ازدادت موجة الغضب والهياج، كيف ننـزل ولم نبلغ الساحل؟! علينا مواصلة الطريق حتى نبلغه، أجاب بأنّه لا يستطيع فهذا أقصى مكان يستطيع أن يصل إليه، واليونان أمامنا مباشرة، وعلينا النـزول، أما هو فسوف يعود أدراجه”.

 

*سيــــرة:

– عبد المجيد محمد خلف.
– جاء إلى الحياة سنة 1978م في مدينة (القامشلي- محافظة الحسكة- سوريا).
– إجازة في الحقوق.
– حائز على شهادة معهد إعداد المدرسين قسم (اللغة العربية).
– يكتب في مجال (الراوية – النقد الأدبي).
– حائز على جائزة الشارقة للإبداع العربي الدورة 14- عام 2010.. عن روايته (الصوت المخنوق).
– له كتاب (يوميّات عن الثورة في سوريا)، مطبوع عام 2012 بعنوان (بين جامع قاسمو ودوار الهلالية).
– مشترك في جائزة (كتارا)، للرواية العربية، فئة الروايات غير المنشورة، عن روايته (تمنيت).
– له مجموعة قصصية قيد الطبع بعنوان (طريق).
– له رواية قيد الطبع بعنوان (رسائل لا صدى لكلماتها).
– عمل رئيسا للتحرير لدى دار النشر في قامشلو.
– ينشر في الصحف والمواقع المحلية والدولية: (موقع جيرون- مجلة نزوى العمانية- صحيفة القدس العربي- صحيفة النهار- صحيفة بوابة الأهرام الثقافية- موقع آلترا صوت- مجلة دشت الثقافية- المركز الكردي السويدي للدراسات- صحيفة الزمان اللندنية- موقع أضواء المدينة- موقع الناقد العراقي) وغيرها.

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *