فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الشعر في ليل “الكتيب”

محمود الظهري

-الإشتباكات على مدخل المدينة والقصف في كل مكان –
يقول نازح ويتنهد بقهر..
كنت أفكر بالحديدة
-الطفل الأسمر الذي يبيع الفل والماء البارد عند مدخل المدينة.
-العجوز التهامية النحيلة التي تبيع المشاقر والكركم عند مدخل السوق.
-الإنسان اللطيف ذو “الكوفية الزنجباري” الذي يبيع المثلجات عند مدخل المدرسة.
بالأغنيات التهامية وهي تتراقص على مدخل القلب ‘بساكن امجاح’ و ‘مزيب’
بحمار ‘العم بلغيث وهو يجر العربة المحملة بالبضائع من حارة الى حارة.
بالنساء اللواتي لم يعد أزواجهن من رحلة الصيد.
وبالشعر في ليل ‘الكتيب’
وكان صديقي النازح يفكر:
بالجنيات السود في سماء المدينة.
وباللصوص المتربصين بالمنازل.
بالقناصة وهي تعتلي أسطح المنازل.
بالمقاتلين المتوافدين الى المدينة بالأهالي المغادرين منها وبالعالقين في منازلهم وبلحظات النزوح.
-على بقايا منزل من قصب يستند تهامي عجوز لا يرى منه سوى وجعه
هذا الذي عاش يقول “عشعش تعيش” من يقنع كل صناع الموت أن يخلّوا لهذا المسكين الزاهد عشه الصغير وينصرفوا جميعاً.
-وعلى جذع نخلة جلست طفلة تشير الى حقل الألغام وتقول:
“عاش أبي يحصد هذا الحقل طول عمره لكنه حصد أبي قبل قليل” وتبكي..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *