فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

صار معطوباً حبيبها

مها عبدالرحيم

 

صار معطوباً حبيبُها منذ اعتقلوه
كان يحشو أذنيه بصوتها
كي لا يسمع أنين زملائه
وكان يتخيل كفها تمسح وجهه
كلما بكا
كان لكي يقطع ليل السهر الاجباري
يحكي لها ذكريات طفولته
و كي يتدفأ يتذكر جسدها الناعم
و يتخيل الحمى حضنها

بات معطوباً حبيبها
لأنه صار يخاف أن تتحدث
فترمي به في ظلام الزنزانة الضيقة
أن تلمس وجهه
فتوقظ دموع الوجع الغافية
أو أن يشكو لها ما حدث
فتسلخه ذكريات انصاتها له
في سهاد ليالي المعتقل
أن تحضنه فتؤرقه هلاوس الحمى

صار معطوباً حبيبها
ولكي ينجو بات عليها أن تتركه
كان ذنبه أن بالغ في حبها
لكن لم يكن ذنبها أن صارت هي المعتقل

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *