فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

ترجمات

صعود العقرب

آمبر ديكر
ترجمة: ضي رحمي

 

قضينا أطول ليلة من العام معًا،
نشعل سيجارة من كعب أخرى، في مدرجات ملعب الكرة
بالمدرسة الثانوية،
ورغم الجينز الثقيل تجمدت مؤخرتينا
على الطريق الرئيسي كانت السيارات تعبر مسرعة، أضواءها الأمامية كانت تتلاشى مثل النجوم أعلى التلال،
من خلفنا تتحرك قطعان صغيرة من الغزلان في الظلام
كملاءات حريرة سوداء.

أخبرتني كيف ظهرت قسوة زوجتك وحدتها في السنوات القليلة الماضية،
حتى أن الابنة التي تحمل دماءكما،
لن تكون كافية
لحفظ جدران بيتك من الانهيار.

العار يتلبسني؛ مثل ذئب الشتاء
المتعطش لسخونة الدماء فوق أنيابه البيضاء الحادة
أرغب في أن تكون هذه الكلمات حقيقية
مثل اندفاع السهام، التي علمتني أن أطلقها نحو
قلوب الأرانب النابضة.

حين شعرتُ برجفة؛ عرضتَ عليّ قميصك، دافيء
برائحتك وعرقك
يدك مرتاحة فوق ردفي،
خاتم زواجك يبرق مثل شهاب
في صفحة بشرتك السمراء
أعرفُ أن كل ما أريده، هو أن أدير رأسي وأتبعك
في جنح الليل، بعيدًا عن أضواء الشارع وأصوات الإطارات
وأجهزة الراديو الصاخبة.

أتخيل زوجتك كإلهة صغيرة
يديها الباهتتان تغطسان عميقًا في
بحور لا متناهية من الماء والصابون،
تفرك البقع من أكمام قمصانك،
تقطع اللحم شرائح سميكة لعشائك،
جسدها، في ملابس داخلية، ينزلق تحت أغطية
السرير الذي تتشاركاه.
أتذكر مرّة، أن اختفى زوجي بين ذراعي امرأة أخرى،
مثلما تتوارى الكرة الأرضية خلف القمر.
الآن تبدو ذكراه كأسطورة في كتاب حياتي،
أسطورة الصياد العظيم الذي يخاطر بالصعود
للقمم الجليدية للجبال، مطاردًا الأجساد الرمادية الناعمة
للذئاب، ولا يعود للمنزل أبدًا.

رفضت قميصك؛ وعوضًا عن هذا، حولتُ انتباهك للنجوم،
مشيرة إلى كوكبة الجوزاء الممتدة المتعرجة،
بسهمها الفضي المسحوب دائمًا،
استعدادًا لقهر العالم
ليس أمامه سوى سنوات ضوئية من السماء الخاوية.

 

* الصورة للمترجمة رحمي//

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *